lundi 4 mai 2020

مشكل الماء وظاهرة التصحر العالم بالعربي


تمهيد: 
يواجه العالم العربي عدة تحديات من أهمها: مشكل الماء وظاهرة التصحر، مما يحتم على الدول العربية التعاون وتنسيق الجهود لمعالجة هذين المشكلين.
 فكيف تتوزع الموارد المائية بالعالم العربي؟ وما مظاهر وأبعاد أزمة الماء بالعالم العربي؟
ثم ماهي مظاهر التصحر بالعالم العربي؟ وما التدابير المتخذة لمواجهته؟
   I – توزيع الموارد المائية بالعالم العربي ومشكل الخصاص المائي:
1 – تتوزع الموارد المائية في العالم العربي بشكل متباين:
     تعتبر التساقطات أهم مصادر المياه بالعالم العربي بنسبة 82%، تليها المياه السطحية بنسبة 16.1%، ثم المياه الجوفية بنسبة 1.5%، ومصادر أخرى بنسبة 0.4%.
     يعتبر الماء أحد الموارد الطبيعية الأكثر اختلافا من حيث التوزيع الجغرافي على مستوى سطح الأرض عموما وعلى مستوى العالم العربي خصوصا، وتعتبر كل من: ليبيا، وفلسطين، ودجيبوتي، والإمارات، والبحرين، وقطر، والكويت أشد الدول العربية خصاصا من حيث المياه، ويتكون العالم العربي من عدة مجموعات إقليمية، وتأتي بلدان النيل والقرن الإفريقي في المرتبة الأولى من حيث مخزون المياه السطحية، ثم بلاد الشام والعراق، وتليهما بلدان المغرب العربي، وفي الأخير شبه الجزيرة العربية التي تعاني خصاصا شديدا، كما يعاني العالم العربي من مشكل الخصاص المائي إذ لا تتجاوز كمية المياه 280 مليار متر مكعب في مجموع الدول العربية، ويفسر هذا العجز بسبب قحولة المناخ والموقع حسب خطوط العرض والضغط السكاني وارتفاع شدة التبخر وقلة الشبكة الهيدروغرافية.
2 – تتعدد مظاهر الخصاص المائي بالعالم العربي:
      رغم سيطرة العالم العربي على 10.2% من مساحة العالم ونحو 5% من اجمالي الساكنة العالمية لكنه لا يستحوذ إلا على 0.5% من مجموع المياه المتجددة في العالم، ويتوقع أن تصبح 13 دولة عربية تحت خط الفقر المائي، ويبلغ نصيب الفرد من المياه في الوطن العربي 1000 متر مكعب سنويا فقط،مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ 7700متر مكعب، ويتوقع انخفاض هذا النصيب إلى 600 متر مكعب في السنوات القادمة.
     تصنف البلدان حسب وضعيتها المائية الى:
بلدان ذات وضعية مائية جيدة: أكثر من 2000مترمكعب للفرد سنويا: العراق، موريتانيا، السودان.
  - بلدان ذات وضعية مائية متوسطة: من 1000متر مكعب الى 2000متر مكعب للفرد سنويا:جزر القمر، لبنان، الصومال، المغرب.
  - بلدان تعاني من خصاص مائي: باقي البلدان العربية. ( 15 دولة ).
   II– الأبعاد الديموغرافية والاقتصادية والإستراتيجية لمشكل الماء في العالم العربي:
   1– يرتبط مشكل الماء بالعالم العربي بالبعدين الديموغرافي و الاقتصادي:
     ترتبط اشكالية الخصاص المائي بالعالم العربي بالنمو الديموغرافي، حيث كلما تزايد عدد السكان كلما انخفض نصيب الفرد من المياه،
    يختلف استعمال الماء حسب القطاعات الاقتصادية، إذ يستهلك القطاع الفلاحي حوالي 89% من مجموع المياه المستعملة بسبب استخدام السقي التقليدي، ويليه الاستعمال المنزلي بنسبة 6.4%، وفي الأخير الاستهلاك الصناعي بنسبة 5%، ويتوقع أن يتزايد الطلب الاجمالي على المياه في المستقبل بسبب النمو الديموغرافي المستمر والتطور الاقتصادي.
2– يرتبط مشكل الماء بالبعد الاستراتيجي في العالم العربي:
     يحتل الماء منذ عدة سنوات دورا رئيسيا في رسم منطقة الشرق الأوسط بسبب التزايد السكاني وعدم كفاية الأراضي الزراعية وضعف قدرتها على تحقيق الأمن الغذائي لسكان المنطقة.
     تنبع أهم الأنهار بالمنطقة العربية ( النيل، دجلة، الفرات ) من أماكن خارج المنطقة العربية، حيث تعمل بعض الدول ( تركيا، اثيوبيا) على تحويل أو احتكار المياه في العالية (كبناء السدود)، مما يتسبب في نقصان المياه نحو السافلة، وبالتالي تضرر اقتصاد الدول العربية.
     ونظرا لقلة المياه في العالم العربي يشتد التنافس حول المناطق الاستراتيجية:
   - المنطقة الاستراتيجية الأولى: هي حوض النيل، حيث يحتدم الصراع بين مصر والسودان وأثيوبيا.
   - المنطقة الاستراتيجية الثانية: وهي بلاد ما بين النهرين، حيث يشتد التنافس بين تركيا وسوريا والعراق.
   - المنطقة الاستراتيجية الثالثة: وهي حوض نهر الأردن، حيث يشتد الصراع بين الأردن ولبنان وسوريا وفلسطين و الكيان الاسرائيلي.
 III تتعدد مظاهر التصحر بالعالم العربي:
   1 – مظاهر التصحر بالعالم العربي، وخطورته:
      التصحر: ظاهرة طبيعية تتميز بتدهور الإنتاجية البيولوجية للأرض في المناطق الجافة وشبه الجافة وكذا شبه الرطبة في المنطقة المدارية، نتيجة لتأثير مجموعة من العوامل كالتغيرات المناخية، والأنشطة البشرية غير المعقلنة.
      تتمثل أهم مظاهر التصحر: نضوب المياه، والترمل، وتدهور الغطاء النباتي، وتراجع خصوبة التربة، وتملح التربة، والإقحال أو التجفيف.
     تختلف البلدان العربية حسب درجة التصحر بها. وتتجلى أهم مظاهر التصحر بالعالم العربي في: هيمنة الأراضي المتصحرة بنسبة 68% (198 مليون هكتار)، وتحول 650000 كلم مربع إلى أراضي متصحرة في ظرف 50 سنة الأخيرة فقط، وتقدم خط جبهة التصحربسرعة كبيرة ( السودان مثلا بمعدل95 كلم سنويا).
2 – تتحكم في ظاهرة التصحر عدة عوامل:
      العوامل الطبيعية: تتمثل في التقلبات المناخية كقلة التساقطات، وارتفاع درجة الحرارة، وسوء توزيع الأمطار، وتزايد حدة التعرية والانحدارات.
      العوامل البشرية: تتجلى في الاستغلال الزراعي المكثف دون اراحة الأرض، والاجتثاث
الغابوي، واستنزاف المياه الباطنية والسطحية بفعل السقي التقليدي والكثيف، والرعي الجائر.
    ----->> تترتب عن ظاهرة التصحر عدة مخاطر، تتمثل في: تراجع مساحة الغابات، وتغير المناخ ونزوعه إلى القحولة والجفاف، وتراجع التنوع البيولوجي، وانقراض بعض الكائنات،و طمر البنى التحتية، وتراجع مساحة الأراضي الزراعية، ومشكل الأمن الغذائي، وانخفاض مردودية الأرض، وتراجع انتاج الخشب.
3– التدابير والجهود المبذولة لمحاربة ظاهرة التصحر بالعالم العربي:
التدابير التقنية: القيام بعمليات التشجير، وتثبيت الرمال المتحركة، وبناء السدود، بناء المصدات...
التدابير الاقتصادية: صيانة أنظمة الانتاج في المراعي والزراعة البورية والمسقية، وتكييف البرامج الاقتصادية مع خصائص البيئة الجافة (التنمية المستدامة).
التدابير الاجتماعية: محاربة الفقر وتحسين المستوى المعيشي للسكان بالمناطق الجافة، ومكافحة الأمية والجهل، ونشر الوعي بخطورة التصحر.
تدابير مختلفة: مصادقة كل الدول العربية على الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر سنة 1994م، وإنشاء المركز العربي لدراسة المناطق الجافة والأراضي القاحلة (ACSAD)، وتنسيق التعاون بين الدول العربية لمحاربة التصحر …
 خاتمة: تعاني الدول العربية من نقص الموارد المائية وانتشار ظاهرة التصحر، لذا يتعين عليها التعاون والتنسيق فيما بينها لرفع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المرتبطة بالخصاص المائي والتصحر.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

الاكثر تصفحا